×

أخر الأخبار

آلاف الأطفال في العراق يواجهون "امراضاً نفسية" بسبب مشاكل آبائهم

  • 26-10-2022, 13:51
  • 196 مشاهدة

 "لم يتمكن ابني من اجتياز الصف الخامس الابتدائي على مدى العامين الماضيين، إثر انفصالنا أنا ووالده، ويعاني من اضطرابات نفسية وقلقل دائم"، هكذا تصف فاطمة إياد، وهو اسم مستعار، حالة ابنها لـ"ارفع صوتك".

وتشير الجمعية العراقية للصحة النفسية إلى أن الأطفال الذين ينفصل آباؤهم يشعرون بجملة من الأحاسيس منها الإحساس بالخسارة، وعدم الانسجام مع عائلة فرض عليهم العيش معها، ويساورهم القلق حول العيش وحيدين بعد غياب أحد الوالدين، والشعور بالحقد والغضب تجاه أحد الاباء الذي يعتقد أنه كان سبب الانفصال. هذا الى جانب الشعور بفقدان الأمان والنبذ والتشتت.

وتضيف فاطمة إياد التي تعيش مع عائلتها منذ انفصالها عن زوجها، قائلة: "أبلغتني المعلمة أن سلوك ابني تغير بالكامل، وأصبح عنيفا يتشاجر مع زملائه وفقد تركيزه ونشاطه ويطغي الحزن على ملامحه دائما ويحاول أن يبتعد عن زملائه دائما، فيما كان في الماضي اجتماعيا ومعروفا بتفوقه، لكن الآن ومنذ عامين لم يتمكن من اجتياز الصف الخامس".

وشهد العراق خلال السنوات الماضية ارتفاعا ملحوظا في نسب الطلاق والعنف الأسري بالتزامن مع الأزمات الاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي تعصف بالبلاد وتلقي بظلالها على حياة الأسر العراقية.

وتقول الناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل، إسراء السلمان، "ينبغي أن ندرك ونفهم أن الطفل يتأثر بأي صراع بين الأبوين أو الأسرة حتى وإن كانت الحياة الزوجية قائمة. لذلك، قبل الإقبال على إنجاب الاطفال يجب التفكير بمدى ملاءمة الأجواء لتلك الخطوة وهل تتوفر فيها الظروف المناسبة".

وترى السلمان أن أحد العوامل التي تؤثر على الطفل بشكل سلبي هو تواجد الزوجين في سكن مشترك مع أسرة أكبر، ولكن رغم المشاكل العائلية أو الزوجية التي يعانيان منها يسير الأبوان باتجاه إنجاب الأطفال.

وتضيف السلمان: "يولد الطفل في تلك الأسرة المصغرة المليئة بالمشكلات ضمن أسرة أكبر تعاني هي الأخرى من الخلافات العائلية وسط انعدام ثقافة الحوار وثقافة الطبيب النفسي، الأمر الذي يشكل ثقلا على هذا الطفل الذي يعيش الصراعات الأسرية. وتأتي هنا لحظة الانفصال بين الأبوين.. لتثقل الكاهل النفسي للطفل بشكل أكبر".

وتوكد السلمان أن الأطفال في العراق لا يحظون بالإرشاد النفسي أو العلاج النفسي أو إعادة التأهيل النفسي، في وقت تعتبر فيه العناية والثقافة النفسية ضرورة ملحة. وتضيف: "الطفل الذي ينشأ في بيئة عنيفة تكثر بها الصراعات ينتج عنه فرد عنيف غير مكتمل النمو العاطفي، الأمر الذي يؤدي إلى ازدياد العنف والإضرار بالمجتمع مستقبلا وحتى إلى أبعد من ذلك، فهذه الأجواء غير الصحية تؤثر على دراسة وإنتاج الطفل ومدى قدرته العقلية".

وكشف مجلس القضاء الأعلى أن عدد حالات الزواج والطلاق المسجلة خلال سبتمبر الماضي في بغداد ومحافظات العراق الأخرى، باستثناء محافظات إقليم كردستان، بلغت 5569 حالة طلاق، فيما تشير إحصائيات الأشهر الماضية من العام الحالي إلى تسجيل 47394 حالة طلاق.

وترى المحامية والناشطة في مجال حقوق المرأة والطفل، سوزان شنكالي، أن الطلاق أصبح ظاهرة وليس حالة أو مشكلة، مشيرة إلى ارتفاعه في كافة مدن العراق، مؤكدة أن الضحية الأولى في جميع حالات الطلاق هم الأطفال بغض النظر عن الأسباب الانفصال.

وتضيف شنكالي "الأطفال الذين انفصل آباؤهم يعانون من سلوك اضطرابي ويلجؤون إلى العدوانية والانطواء وصعوبة التركيز على المواد الدراسية، وقد يتركون الدراسة للعمل ومساعدة إخوانهم الأصغر منهم ووالدتهم بسبب تهرب الكثير من الآباء من دفع النفقة بعد الطلاق"، لافتة إلى عدم وجود أي برامج أو جهات مختصة بمعالجة هؤلاء الأطفال الذي يعانون من هذه الحالات رغم ازديادها.