×

أخر الأخبار

ايقونة بغداد الخالدة.. جدل حول اكساء نصب الحرية بلون جديد

  • 13-09-2022, 12:55
  • 303 مشاهدة

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي آراء ومواقف لمختصين في الفن والأدب والعمارة، اتسمت بالغضب والجدل بشأن عمليات الترميم التي يشهدها نصب التحرير وسط العاصمة بغداد بعد أن طرأت بعض التغييرات على معالمه الهندسية.

وأظهرت صور ملتقطة لجدارية نصب التحرير وهي تكتسي باللون القريب من الأصفر الغامق بدلاً من الأبيض الذي كان عليه منذ إنشائه في ستينات القرن الماضي وحتى الأمس القريب.

وأثار ذلك التغيير حفيظة الكثير من المهتمين بالنصب التذكارية والمختصين في الفنون التشكيلية وغيرهم بعد أن عدوا ذلك تطاولاً على هوية نصب التحرير وشخصية ذلك العمل الفني الذي يبرز جملة من الأحداث التي عاشتها البلاد قبل عقود.

وكانت وزارة الثقافة والسياحة والآثار أعلنت في مايو الماضي، عزمها ترميم وتهيئة بعض النصب الموجودة في العاصمة بينها نصب التحرير بمساعدة أمانة بغداد وبإشراف مجلس الوزراء.

الفنان التشكيلي حازم محمد كتب في منشور على صفحته بموقع "فيسبوك"، يقول: "على ما يبدو أن المسؤولين في العراق يصرون على محاولة تدمير كل ما يستطيعون تدميره في هذا البلد".


وأضاف محمد: "آخر ضحية هي نصب التحرير وتغيير لونه من الأبيض إلى هذا اللون القبيح واستعمال مادة بائسة في الترميم (مرمر رخيص وقبيح)، ومن قبل شركة تركية".

من جانبه، علق الروائي العراقي أحمد السعداوي، قائلاً: "كل الجهود المبذولة مشكورة طبعاً وليس من العدالة تجاهلها ولكم ما جدوى هذه الاجتهادات غير النافعة الآن؟!.. وكأن أصحابها يريدون تسجيل أسمائهم مع الفنانين الأصليين ليس إلا".


ويشير السعداوي بذلك من خلال منشور على صفحته في الفيس بوك إلى انه "بعد أن تنتهي هذه الفترة المضطربة، هل سيصحح المشرفون على المرافق والمنشآت الفنية كل الأخطاء المرتكبة حالياً ومنها تبديل رخام الأفريز ولونه الأصلي في نصب التحرير".

ويجسد النصب التذكاري حكاية الانتقال من الحكم الملكي إلى الجمهورية إبان قيامها على يد عبد الكريم قاسم.

والنصب الذي مازال قائما حتى الآن وسط بغداد، من تصميم المعماري العراقي المعروف رفعت الجادرجي ومن تنفيذ النحات جواد سليم الذي توفى قبل افتتاحه بـ6 أشهر ليعهد فيما بعد استكماله إلى زوجته لورنا سليم وتلميذه محمد غني حكمت.

وعقب اللغط والجدل بشأن تغيير لون النصب واستبدال رخامه الأصلي، أصدرت وزارة الثقافة توضيحا.

وقالت الوزارة في بيان لها: "كثر الحديث في الأيام الماضية عن إعادة تأهيل نصب الحرية وحديقة الأمة، وهنا بعض النقاط التي تسلّط الضوء على هذا العمل الذي ينشد إعادة الجمال لمدينتنا العريقة".

وأشار البيان إلى أن "النصب كان يعاني من إهمال ولم تتم صيانة الحجر على الرغم من مرور فترة زمنية طويلة وفقدان العديد من القطع، لذلك أعدّ المكتب الاستشاري لجامعة بغداد دراسة إنشائية، وتمت معاينته من العديد من المتخصصين وتبين استحالة استبدال القطع المفقودة.

وقد أعيد إكساء النصب بالحجر(الترفرتين)، وهو تركي المنشأ، وهو بنفس نوعية وأبعاد وأحجام الحجر السابق، ولم يكن هناك أيّ تغيير للمواصفات الفنية، حيث كان التحدي الأكبر إجراء الصيانة دون المساس بالمنحوتات أو إنزالها، وتمت العملية بنجاح كبير، بحسب البيان.

وتابعت وزارة الثقافة: "قامت شركة Gorkem  -التركية بالتجهيز وبعملية الإكساء، وهي من الشركات الرصينة التي نفذت مبنى السفارة التركية وقصر الضيافة وغيرها من المشاريع المهمة في بغداد، وعلى حسابها الشخصي، أي لم يتم صرف دينار واحد لإعادة إكساء النصب".

ولفتت إلى أن "هناك من يُشكل على لون الحجر، نود الإشارة إلى أن الحجر تم استيراده مباشرة من المصدر، ولمن لا يعلم فعادة عملية التقطيع والمعالجة تمر بعدد من المراحل بعضها يتم استعمال الماء و السوائل، ولكونه مادة مسامية لذلك يبدأ الحجر بفقدان هذه السوائل بشكل تدريجي ويبدأ تغيير اللون من الداكن إلى الفاتح بشكل تدريجي ، أما مقارنته ودرجة تطابقه بحجر تعرض للعوامل الجوية لمدة أكثر من 60 عاماً فهو لا يمتّ للمنطق بصلةٍ".

وختمت وزارة الثقافة بيانها بالقول: "أنه أعيد تصميم حديقة الأمة لتعود إلى أصلها السابق وقت التشييد عملاً بمبدأ الحفاظ على التراث".