×

أخر الأخبار

الواقفون على التل غالبية الشعب.. هل من مؤشرات على حراك جماهيري يعيد تشرين للواجهة؟

  • 11-09-2022, 13:49
  • 203 مشاهدة

تمسك فئة من النشطاء والمثقفين والسياسيين العراقيين بموقف محايد من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ حوالي سنة، وسط تفاقم الصراع بين التيار الصدري والإطار التنسيقي.

وشهد العراق خلال يومي 29 و30 أغسطس الماضي، اشتباكات مسلحة بين التيار الصدري وفصائل من الحشد الشعبي، أسفرت عن مقتل نحو 30 شخصا وإصابة المئات من الجانبين.

وانتهت بدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لأنصاره بالانسحاب من المنطقة الخضراء والحفاظ على السلم الأهلي.
ولم يصدر عن السيستاني تعليق علني بخصوص الاضطرابات التي اندلعت في شوارع العراق. لكن مسؤولين حكوميين ومصادر شيعية مطلعة يقولون إن موقف السيستاني من وراء الكواليس هو وحده الذي نزع فتيل الكارثة.
يقول السياسي المستقل علي البياتي، "اخترنا الحياد لأنه يصب في مصلحة الشعب العراقي، نحن المحايدون نريد من خلال هذا الموقف عراقا جديدا يسوده العدل، لذلك لا نريد أن نكون مع طرف ضد آخر".

ويشير إلى أنهم (المحايدين) "لن يكونوا جزءاً من حراك تشرين المقبل فيما إذا سعى لتقويض النظام السياسي وهدم العملية الديمقراطية".

"إصلاح النظام أهم وأكبر من هدم النظام"، يضيف البياتي.

ومازال الانسداد السياسي سيد الموقف في الساحة العراقية، بعد فشل كافة المحاولات للتقارب بين طرفي الصراع وعدم التوصل إلى أية حلول للتقارب بين الجانبين، ما يثير مخاوف من تجدد النزاع المسلح بينهما.

من جهته، يقول الكاتب والناقد نذير العطار، لـ"ارفع صوتك"، إن "الصراع الحالي على الساحة، قائم بين سلطتين تحكمان العراق وتملكان فصائل مسلحة، قد تتخاصمان اليوم وتتصالحان غداً، وهو ما شهدناه عدة مرات سابقاً، لذا نحن غير معنيين بهذا الصراع".

ويوضح: "الحياد لا يؤثر بشكل إيجابي أو سلبي على الأزمة، لكنه قضية مبدأ وعقل ترجيحي يدفع بصاحبه إلى مراقبة المشهد السياسي من بعيد".

ويلفت العطار إلى أن "الطرف الذي يطالب بالإصلاح اليوم هو الآخر كان جزءاً من الحكومة، لكنه لم ينه هذا النظام السياسي، بالتالي فإن الحياد أيضا لا ينهي هذا النظام".

ويرى أنه "من الضروري أن تكون لتشرين بصمة حتى لا تُحتكر عملية التغيير السياسي في العراق لصالح فئة معينة وتبقى الأوضاع الحالية كما هي".

وكان بيان حمل اسم "ثوار تشرين الأحرار"، دعا إلى تنظيم احتجاجات شعبية واسعة في ساحة التحرير وسط بغداد في الأول من أكتوبر المقبل، الذي يصادف الذكرى السنوية الثالثة لانطلاق احتجاجات تشرين.

ولوح ناشروا البيان "باستخدام كافة الخيارات السلمية لإنهاء العملية السياسية الحالية وتأسيس عقد سياسي جديد خالٍ من الأحزاب والتيارات الحالية".

في هذا السياق، يقول الناشط عدي الزيدي، وهو عضو اللجنة المنظمة لتظاهرات تشرين (2019- 2020)، إن "موقف ثوار تشرين حيادي من احتجاجات أنصار التيار الصدري والإطار التنسيقي، فلن نكون جزءاً من أي طرف منهما، على الرغم من أن أنصار التيار رفعوا نفس مطالبنا، وتعرضنا حينها للقمع من قبل السلطة والمليشيات ومن التيار الصدري أيضاً".

"سنخرج في الأول من تشرين المقبل وبكثافة"، يؤكد الزيدي لـ"ارفع صوتك".

الناشط في مجال حقوق الإنسان مجتبى أحمد، محايد أيضاً، ويرى أن "المواقف الحالية قد تختلف وتتبلور عنها مواقف مختلفة مستقبلا وفقا لمعطيات الأحداث السياسية في المرحلة القادمة".

ويقول "الثورة الشعبية المنتظرة ليست بالضرورة أن تكون في شهر تشرين، لأن العامل السياسي ومنعطفاته الفاعل الكبير في تحريك الشارع الوطني".

ويضيف أحمد "لا أظن أن تاريخاً معيناً أو ذكرى انطلاق احتجاجات تشرين يمكن أن تكون فاصلة، لكن قد يتمخض عن الحراك الشعبي تنظيم شعبي وطني محترف في المستقبل القادم للبلاد".