خلال شهر واحد، شهد العراق سبع عواصف ترابية، غطت أجزاء كبيرة من محافظات الوسط والجنوب، وجعلت الرؤية منعدمة، والمستشفيات تستقبل المصابين بحالات الاختناق.
والعاصفة الأخيرة، التي حدثت يوم أمس، ضربت العاصمة بغداد ومحافظات الأنبار وكركوك والنجف وكربلاء وصلاح الدين في الوسط والجنوب، وسُجل على إثرها أكثر من ألف حالة اختناق.
وسجلت محافظة الأنبار الواقعة في غرب العراق والحدودية مع سوريا، نحو 700 حالة اختناق، كما نقلت وكالة الأنباء العراقية عن مدير إعلام صحة المحافظة أنس قيس.
أما النجف، فقد سجلت "أكثر من 100 حالة اختناق نتيجة العاصفة الترابية"، كما أعلنت دائرة الصحة في المحافظة الواقعة في جنوب العراق، فضلاً عن 332 حالة في صلاح الدين الواقعة في وسط العراق، و100 حالة في الديوانية في الجنوب.
ودعت السلطات الصحية في محافظتي الأنبار وكركوك في الشمال السكان إلى عدم الخروج من منازلهم، كما أفادت وكالة الأنباء العراقية.
ويتوقّع أن تنحسر العاصفة الترابية تدريجياً خلال يوم الخميس، بحسب مدير إعلام هيئة الأنواء الجوية العراقية عامر الجابري، مرجحاً استمرار هبوب العواصف الترابية خلال شهر أيار/مايو.
وتكررت في الشهرين الأخيرين العواصف الترابية بشكل غير مسبوق في العراق، ويعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر. وأدّت آخرها إلى إغلاق مطاري بغداد والنجف الدوليين بسبب انعدام الرؤية.
ويعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم خصوصاً بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف 50 درجة مئوية.
وحذر البنك الدولي في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي من انخفاض بنسبة 20% في الموارد المائية للعراق بحلول عام 2050 بسبب التغير المناخي.
وحذر المدير العام للدائرة الفنية في وزارة البيئة العراقية في لقاء مع وكالة الأنباء العراقية من تزايد العواصف الرملية، خصوصاً بعد ارتفاع عدد الأيام المغبرة إلى "272 يوماً في السنة لفترة عقدين". ورجّح "أن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة عام 2050".
وتمثل زيادة الغطاء النباتي وزراعة غابات بأشجار كثيفة تعمل كمصدات للرياح أهم الحلول اللازمة لخفض معدل العواصف الرملية، بحسب الوزارة.