×

أخر الأخبار

صيام الصدر يجعل موائد "السحور السياسي" مقتصرة على الأكل.. هل يأتي شوّال بـ "حلول"؟

  • 23-04-2022, 18:32
  • 437 مشاهدة

ما زالت الخلافات السياسية قائمة بين قطبي الخلاف، الكتلة الصدرية، والإطار التنسيقي، بسبب إصرار زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر على مشروع حكومة الأغلبية الوطنية التي يشكلها الفائزون بالانتخابات، لتكون عرفاً سياسياً سائداً في البلاد بعيداً عن موضوع المحاصصة، إلا أن هذا يواجهه رفض كبير من الإطار التنسيقي الذي يضم قوى شيعية، تريد الاشتراك بالحكومة المقبلة، وجعلها توافقية كالتي حدثت خلال السنوات الماضية. 

والعقبة الرئيسة التي تفصل الصدر عن المضي بمشروعه، هي جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي لن تُعقد إذا لم يحضر ما لا يقل عن 220 نائباً، وهو السلاح الذي يتمسك به الإطار التنسيقي ومَن معه لإفشال مشروع الصدر، مع تحالفه الذي يضم الديمقراطي الكردستاني، وتحالف السيادة. 

وتكمن أهمية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، في كونها تتضمن تكليف الرئيس الجديد مرشح الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة التي لا يتطلب منحها الثقة أكثر من 166 نائباً، وهو ما يمتلكه الصدريون مع شركائهم الآخرين.

وخلال رمضان، تكثر موائد السحور التي تجمع سياسيين مختلفين، لكن صيام الصدر وكتلته الذي قرر أن يكون 40 يوماً، منع اجتماعه مع الأطراف التي تريد الحكومة التوافقية باجتماعاتهم التي تتزامن مع أوقات السحور، لتقتصر على الطعام والحديث الجانبي فحسب. 

وتدخل البلاد أسبوعها الرابع على التوالي في حالة الانسداد السياسي، الذي يعتبر الأكثر تعقيداً منذ سنوات طويلة، بعد قرار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، تعليق المفاوضات مع تحالف "الإطار التنسيقي".

وجاء ذلك القرار إثر محاولتين لعقد جلسة للبرلمان من قبل تحالف "إنقاذ وطن"، الذي يتألف من التيار الصدري، والحزب الديمقراطي الكردستاني وتحالف "السيادة"، لتمرير انتخاب رئيس جديد للبلاد، لكن اختلال النصاب بفعل مقاطعة قوى "الإطار التنسيقي"، المدعوم من طهران، حال دون ذلك.

وعلى الرغم من اللقاءات المستمرة التي جمعت خلال الأيام الماضية أقطابا متفرقة من الأحزاب السياسية الشيعية والسنية والكردية، فإنها لم تجمع نهائياً قطبي النزاع الحالي، وهو ما يراه مراقبون أنه دليل على تعاظم الجفاء في الحوارات بين الجانبين.

من جهتهم، أشار نواب وسياسيون إلى أن موائد الإفطار والسحور هذه لا تعدو كونها أدوات للبحث عن حلول للأزمة، إلا أن الحوارات الحقيقية والواقعية بين الأحزاب ستبدأ بعد انتهاء شهر رمضان، لافتين إلى أن اللقاءات الحالية على موائد السحور "باردة وتغلب عليها المجاملات".

وفي السياق، قال عضو البرلمان العراقي عن تحالف "الإطار التنسيقي" أحمد الموسوي، إن "موائد الفطور والسحور السياسي الحالية لا تمثل حالة حوار جاد، بل ربما تساهم أحياناً في ترطيب الأجواء بين بعض الكيانات والأحزاب".

وأكد أن "أي مفاوضات حقيقية لم تحدث لغاية الآن، منذ أن أغلق التيار الصدري أبوابه بإعلان مهلة الأربعين يوماً (مطلع إبريل الحالي) لحين تشكيل الحكومة من قبل الأطراف السياسية من دون الكتلة الصدرية".

وأوضح الموسوي أن "الحديث السياسي على موائد السحور منتصف كل ليلة، لا يخرج عن كونه جلسات رمضانية اعتاد العراقيون على إقامتها اجتماعياً وانتقلت هذه العادة للميدان السياسي، لذلك لم نشهد أي بيان أو موقف رسمي لحزب أو كيان سياسي بعد جلسة إفطار أو سحور"، مشدداً على أن "الحوارات الحقيقية والجادة للخروج من الأزمة السياسية الراهنة ستبدأ بعد انتهاء عطلة عيد الفطر".

من جهته، أشار عضو تحالف "السيادة" صلاح الدين الدليمي إلى أن "اللقاءات السياسية المسائية في شهر رمضان، لا تمثل المواقف السياسية الحقيقية للأحزاب".

وأضاف "إذ لا مشكلة في أن يجتمع بعض النواب المتخاصمين على مائدة واحدة، لكن هذا لا يعني حل المشاكل السياسية بينهما أو بين حزبيهما. وبالتالي، فإن جلسات السحور تكون عادة ضمن مبادرات لترطيب الأجواء ولا تهدف إلى حل الخلافات السياسية والتوصل إلى اتفاقات".

لكن الدليمي اعتبر أن "جلسات السحور السياسي باتت منفذاً وبديلاً وقتياً عن المفاوضات الحقيقية بين الأحزاب، أي أنها ستنتهي بانتهاء شهر رمضان، وستعود المفاوضات والمباحثات الساخنة".

في المقابل، رأى النائب المستقل، باسم خشان، أن الجلسات الرمضانية والولائم للسياسيين والحزبيين في العراق "تمثّل استخفافاً بمشاعر ملايين العراقيين الذين يريدون الخلاص من حكم هذه الأحزاب التي دمرت البلاد، وينتظرون الموازنة المالية وإصلاح البنى التحتية والخدمات، إذ إن العراقيين بلغوا مرحلة كبيرة من الاستياء من الإهمال المتعمد لإرادتهم وطموحهم".

وأكد خشان، أن "الحوارات السياسية في المرحلة الحالية وحتى الأسابيع المقبلة، قد لا تصل إلى أي نتيجة، وقد تستمر حكومة مصطفى الكاظمي، لأن الصدريين والإطاريين (الإطار التنسيقي) يمارسون أدواراً تخريبية تجاه الانفراج، وكأنهما في حلبة، ولا يريد أي منهما التنازل عن أي شيء".

بدوره، رأى الباحث والمحلل السياسي أحمد الشريفي أن "الأزمة السياسية في العراق تتعمق، بسبب إصرار طرفي النزاع (التيار الصدري والإطار التنسيقي) على مواقفهما، وهما لم يجتمعا رمضانياً لحد الآن. أما في ما يتعلق ببقية الأحزاب والكيانات، فلقاءاتها وحواراتها باردة على موائد الإفطار والسحور، ينتهي مفعولها عادة بانتهاء وجبة الطعام".

وأوضح الشريفي، أن "الأزمة الحالية باتت خطيرة، وتنذر بتوتر في المستقبل، لا سيما وأن اللاعب الخارجي بات هو الآخر غير مؤثر، إذ إن معظم تدخلات إيران لحل المشاكل بين التيار الصدري والأحزاب والفصائل ضمن الإطار التنسيقي، لم تكن كافية للتوصل إلى حلول".