بعد ثلاثة أيام من دعوة أحد الخطباء التابعين لمحمود الصرخي، الذي يعد مرجعاً شيعياً لهم، إلى هدم المراقد المقدسة في البلاد، أصدر مجلس القضاء الأعلى، مذكرة قبض بحق الصرخي، لاعتداء أتباع له على "معتقد ديانات أخرى"، فيما وصفت البيانات الرسمية الحكومية، أتباع الصرخي بـ "المتطرفين".
وذكر بيان لمجلس القضاء الأعلى، أن "محكمة تحقيق العمارة أصدرت مذكرة قبض بحق المتهم (محمود عبد الرضا محمد) الملقب (محمود الصرخي)".
وأضاف البيان أن "إصدار مذكرة القبض جاء وفق أحكام المادة (372) عقوبات التي تنص على معاقبة من يعتدي بأحد الطرق العلانية على معتقد لإحدى الطوائف الدينية أو حقّر من شعائرها".
ومحمود الصرخي وُلِدَ بمدينة الكاظمية في بغداد عام 1964 ودرس في مسقط رأسه، وتخرج من كلية الهندسة في جامعة بغداد عام 1987، ولم يدخل الحوزة العلمية في النجف إلا عام 1994، وباشر تدريس المقدمات، كما تولى إمامة صلاة الجمعة في مدينة الحلة.
وتعتبر الأوساط الدينية الشيعية الصرخي من المحققين البارزين، وله عشرات الكتب والرسائل في موضوعات دينية شتى.
الصرخي يمتلك مناصرين في محافظات الجنوب، ومعروف بآرائه المنتقدة للأحزاب التي حكمت العراق بعد عام 2003، ولديه مواقف رافضة للمرجع الأعلى السيد علي السيستاني، خاصة بعد إعلان الأخير الجهاد ضد عصابات داعش الإرهابية.
أتباع الصرخي ليسوا بأعداد كبيرة، لكنهم يقدرون بعدة آلاف ويقيمون في محافظات عراقية مختلفة أبرزها كربلاء والناصرية والديوانية والبصرة.
ويرى الصرخي أن مفهوم "الأعلم" لا بد أن يثبت من خلال الاجتهاد. ويتبنى آراء تختلف عن مواقف بقية علماء الدين، ويقول عن نفسه إنه يتبع المدرسة العلمية التجديدية أي مدرسة الصدريْن (محمد باقر الصدر الذي أعدم عام 1980 ومحمد صادق الصدر الذي اغتيل عام 1999).
وأخيراً، دعا أحد خطباء الصرخيين إلى هدم المراقد المقدسة في العراق، ما تسبب بإثارة موجة غضب شعبية لما فيها من تعدٍ على ديانات ومعتقدات الآخرين، ليلقي القبض الأمن الوطني ووكالة الاستخبارات على العديد منهم في عدة محافظات.
