تُوجت بلسم حسين من الكرخ في العاصمة بغداد، ملكة لجمال العراق، في حفل "مس عراق" بنسخته التاسعة.
وتعمل حسين ذات السادسة والعشرين عاماً، مذيعة في قناة السومرية العراقية، وتتخذ من التنمية وتطوير الإعلام هدفاً لها، حسب ما أورد موقع القناة.
وشاركت 19 امرأة من مختلف مدن ومحافظات العراق في المسابقة التي عقدت بمحافظة أربيل في كردستان العراق.
وفازت بلقب الوصيفة الأولى سارة سعد من الرصافة في بغداد، والوصيفة الثانية جيهان مجيد من واسط، وهند أكرم من حزام بغداد بلقب الوصيفة الثالثة، أما الوصيفة الرابعة فهي سارة خالد من مدينة الموصل.
ومن المعايير التي حددتها لجنة المسابقة، أن تكون المُشارِكة عراقية الجنسية وغير متزوجة، يتراوح عمرها بين (17 و27) عاماً.
وخاضت المشارِكات خمس مراحل أولية من أصل ستة تحمل أسماء آلهة بلاد ما بين النهرين، وهي: "آلهة التعليم والكتابة، وعشتار، وانانا، ونينتا، ونانشي"، أما المرحلة السادسة "نينشوبور" فقد صوتت عبرها المشاركات لاختيار أفضل شخصية بينهن.
ومثل كل مرة، يُعلن فيها اسم ملكة الجمال، أو حتى تُنقل عنها أفكار واقتباسات، يشتعل الجدل في تعليقات المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتتضمن في الغالب، تنمراً على شكل المشاركات، والفائزات بالألقاب.
وتعليقا على هذا الحدث وما رافقه، تقول الناشطة الحقوقية سناء فؤاد، إن "مسابقات ملكات الجمال في البلاد تثير حفيظة الكثير من أفراد المجتمع، إذ يعدها الأغلبية بأنها ثقافة دخيلة ولا تمس واقع هذا المجتمع وتقاليده وعاداته المتوارثة".
وكانت مصادر إعلامية محلية، أفادت بأن القائمين على المسابقة غيّروا مكان انعقاد المسابقة من بغداد إلى أربيل، تحسّباً من رفض أو هجوم أتباع المليشيات المسلحة، خصوصاً أن مجموعة منهم اعترضت سابقاً على إقامة حفل المغني المغربي سعد لمجرد، ما أدى إلى إلغائه أوائل الشهر الماضي.
وتوضح لـ"ارفع صوتك": "تغيرت معايير اختيار ملكات الجمال مؤخرا، وصارت تحدد بأحكام تتعلق بالثقافة واللغة والتوجهات العلمية والرياضية، وكذلك في مدى المساهمة في تحقيق العدالة والسلم الاجتماعي ودعم الفقراء والمرضى، وقضايا الحفاظ على البيئة وغيرها من الأمور الإنسانية".
"لكن، ومع ذلك، يصر الكثير على التنمر والسخرية والإساءة وانتقاد المتسابقات وعقد مقارنات تعتمد على المظهر الخارجي فقط" تتابع فؤاد.
وترى أن هذا الأمر يعود إلى "عدم قدرة الفرد العراقي على الخروج من المفاهيم القبلية التي تحدد وجود المرأة وتحد منه، خاصة اللواتي لديهن مشاريع وطموحات يرغبن بتحقيقها".
وتشير فؤاد إلى أن "مسابقات ملكات الجمال، لم تعد كما في السابق، أي تعتمد فقط على شكل المرأة وجسدها وما إلى ذلك من تداعيات تسليع أجساد النساء، في مدى استحقاق اللقب، بل هي اليوم أشبه ما تكون بسفيرة لنشر الجمال الذي لم يعد هو الآخر يحدد بمعايير المظهر".
وكانت "رينيه دنكور" أول ملكة جمال عراقية توجت عام 1947، وتلتها في اللقب كرجية قحطان في عام 1960، ثم خلود صالح عام 1962، ثم سميرة زيدان عام 1963، ونازك الشالي عام 1971.
أما وجدان برهان الدين سليمان فقد أصبحت عام 1972 الشابة الأولى التي تمثل العراق في مسابقة ملكة جمال العالم، قبل أن يتم إلغاء المسابقة بين (1973 و2014) بسبب الحروب والصراعات السياسية في البلاد.
بينما حازت على اللقب عام 2021 ماريا فرهاد، التي سلمت التاج لخليفتها بلسم حسين.