لم يتورط الحزب الإسلامي بإزهاق أرواح الأبرياء خلال فترة حكمه فحسب، بل حتى وهو خارج سدة الحكم، يُزهق أرواح العراقيين، بسبب صفقات تجارية شابها الكثير من الفساد، وسبّبت العديد من المآسي التي حدثت، والمتمثلة بانهيار البنايات فوق رؤوس ساكنيها.
لن يكون انهيار المبنى في ساحة الواثق هو الأخير، وبحسب مختصين، فإن العديد من المباني معرّضة للانهيار في أي لحظة، بسبب صفقة إدخال حديد تسليح فاشل في الفحص الفني، وكان المخطط الأساسي لها، هو الأمين العام للحزب الإسلامي رشيد العزّاوي، حين عقد الصفقة من خلال محافظ صلاح الدين الأسبق، عمار يوسف.
تفاصيل صفقة قتلت العراقيين!
الصفقة لم تكن محصورةً بالعزاوي ويوسف، بحسب مصادر أشارت إلى أن نوري الكربولي (نوري الدليمي)، وزير التخطيط الأسبق، وبمتابعة مباشرة من اللولب الاقتصادي الفاعل في وزارة التخطيط (ظافر)، تعاقد مع شركات فاحصة غير رصينة، من أجل تمرير صفقة حديد التسليح الفاشل، خلافاً للضوابط.
تؤكد المصادر ذاتها، أن "ظافر، بدأ عبر وزارة التخطيط بمحاولة الضغط لتوريد هذه الكميات من الحديد، وإجبار بعض الشركات من جهة، أو العمل من خلال شركات الظل على استخدامه، من جهة أخرى، حتى تُمرر الصفقة من دون أي معرقلات تواجهها".
المصدر من وزارة التخطيط، فضّل عدم الكشف عن اسمه لخطورة الموضوع، أشار بشكل واضح إلى أن الانهيار الذي حصل في مبنى بساحة الواثق، لن يكون الأخير، نظراً للكمية العملاقة من حديد التسليح التي قام الحزب الإسلامي باستيرادها"، مضيفاً أنّ "الكميات الهائلة هذه ما تزال محفوظة في مخازن شديدة الحراسة تابعة للحزب الإسلامي، وسيتم الزجّ بها بمشاريع كثيرة مستقبلاً، فضلاً عن الكميات التي تمّت الاستعانة بها لتنفيذ بنايات متعددة، سكنية وغير سكنية".
وإلى جانب المصدر الذي دعا إلى "اتخاذ إجراءات فعلية لتتبع هذا الحديد والمتعاقدين مع الحزب الإسلامي العراقي لإنقاذ أرواح الأبرياء المهددة بانهيار البنايات في أيّة لحظة"، تشير معلومات موثّقة إلى أن الحزب الإسلامي كان قد اتّخذَ هذه الطريقة سابقاً، من خلال "تخزين الحديد في بعيدة، لمدة سنتين، ثم عاودوا بيعها للناس، بطريقةٍ تجارية، حتى حصل ما حصل من مأساة انهيار المباني".
أحلام الأبرياء تُدفن تحت الأنقاض.. والقاتل واحد!
في 29 أيار 2022، شاهد أهالي العاصمة بغداد، مبنى مطعم ليلى، عبارة عن أنقاض تكوَّمت فوق بعضها، إثر انهيار المبنى، وبقيَت أسباب الانهيار، مجهولةً لحد اللحظة، كما هو الحال في المبنى الذي انهار بساحة الواثق، في قلب العاصمة بغداد.
أما في شهر تشرين الثاني الماضي، فقد انهار مبنى مصرف الرافدين في محافظة كربلاء المقدسة، وأُصيب خلال الحادث، طفل صغير، نتيجة أعمال التوسعة ما بين الحرمين الشريفين، ثم أُغلق الموقع بالكامل، تحسباً لوقوع انهيارات أخرى، حسب ما ذكرته مديرية الدفاع المدني، آنذاك.
وقبل هذا وذاك، دُفنت أحلام الأبرياء تحت أنقاض البنايات المنهارة، بسبب الفساد، واستخدام حديد التسليح الفاشل، وفق ما يرى المهندس مصطفى حمزة، الذي قال، إن "الحديد المُستخدم، لو كان بمواصفات جيَّدة، لما تعرضت المباني إلى الانهيار بهذا الشكل".
حمزة أوضح، أن "البناية عندما تتعرض لانهيار، فإن الحديد الذي يجعل السطح متماسكاً، سيحد من خطر الانهيار، ويمنع حدوث كوارث، لكن الصفقات الفاسدة التي اُستخدمت لإدخال الحديد الفاشل، أدت إلى ما حصل من انهيار تام للمباني".
وما زال العراقيون ينتظرون من الجهات المعنية، أن يكشفوا عمَّن تسبب لهم بكل تلك المعاناة، وأدخل الحديد الفاشل لتسليح البنايات، من أجل تحقيق مصالح شخصية، وتوسيع لثرواتهم المالية، دون أن يكترثوا لأرواح الأبرياء.
والحزب الإسلامي، هو المتورط الأول بهذه الصفقة، وفق ما أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوى، وأشارت إلى أن الحزب حين استولى على وزارة التخطيط، وإدارة صلاح الدين، أجرى العديد من الصفقات التي تخدمه، دون الاكتراث بمأساة الشعب.