قصص متنوعة تروي التطورات الإيجابية في مدينة سنجار غرب الموصل، وأخرى توثق إنجازات النساء وتعرف العالم بالتراث السنجاري، هذه مضامين منصة "وارجين" الإعلامية التي تعمل من خلالها خمس نساء من مختلف المكونات على ترسيخ السلم المجتمعي.
وأعلنت القنصلية العامة للولايات المتحدة الأميركية في أربيل، قبل أسبوع، أن "مكتب المبادرات الانتقالية OTI (يتبع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID)، تبرع مؤخرا بمعدات تكنولوجيا المعلومات وقدم التدريب الإعلامي لمجموعة من خمس نساء في سنجار، كي يتمكنّ من إنشاء قناة خاصة بهن على وسائل التواصل الاجتماعي تسمى "وارجين"، تلتزم بزيادة تغطية القضايا المجتمعية والاهتمامات التي يشاركها جميع أهالي سنجار".
تقول مديرة المنصة، سامية قاسم ملحم، "في البداية كانت لدينا صفحة على مواقع التواصل، قدمنا عبرها محتوى هادفا لتشجيع المرأة ودعمها ورصد إنجازاتها وقصصها، لذلك قررنا أن نوسع فكرتنا أكثر ونزيد من الأهداف التي نعمل من أجل تحقيقها".
"وباشرنا بهذه التطورات عبر اسم جديد هو (وارجين Warjin)، واخترنا سنجار لتكون مركز انطلاق منصتها لعدة أسباب"، تضيف ملحم.
"وارجين": كلمة باللغة الكردية- اللهجة الكرمانجية، وهي مؤلفة من مقطعين، تعني بالعربية (مكان العيش).
والأسباب وفق قولها "احتضان المدينة للعديد من المواهب والإنجازات، ورصد التطورات الإيجابية التي لم يتم تسليط الضوء عليها إعلامياً".
وتتابع ملحم: "حياتنا مليئة بالمعاناة لذلك نرى أن اهالينا يستحقون أن يفتحوا أعينهم كل صباح ليروا واقعا وأحداثاً جميلة".
ووفرت المنصة منذ انطلاقتها خمس فرص عمل، وتستقبل حاليا أعضاء جدد للانضمام إلى الفريق كمتطوعات من داخل سنجار وخارجها، فالمشروع لا يقتصر على الأقليات فقط بل يشمل كافة مكونات العراق.
ولعل الهدف الأبرز من "وارجين" تقديم الدعم المعنوي للنساء والفتيات في سنجار، اللائي كن الأكثر ضررا من الإبادة الجماعية التي تعرضت لها المدينة وسكانها من الأيزيديين على يد تنظيم داعش، الذين سيطر على المدينة في أغسطس 2014.
تقول ملحم "أسسنا هذه المنصة من مختلف المكونات والمناطق في سنجار والمناطق الأخرى، كي نكون صوت من لا صوت له، وكي لا يُنظر إلينا كضحايا، فنحن نمتلك قدرات نظهرها للعالم، ونشجع المرأة ونسلط الضوء على قصص نجاحها".
ولا يقتصر اهتمام المنصة على قضايا المرأة، إذ يعمل فريقها في البحث عن المواهب وإظهارها ونشر قصصها، تبيّن ملحم "نعمل أيضا على إظهار السلم المجتمعي والتماسك الاجتماعي في المنطقة وترسيخ هذا التماسك، ودعم الحالات الإنسانية من خلال النشر على منصتنا لتكون حلقة وصل بين هذه الحالات والجهات المعنية".
وتمنع عوائق سياسية وأمنية وخدمية نحو 80% من النازحين الأيزيديين من العودة إلى قضاء سنجار رغم مرور ثماني سنوات على الإبادة الجماعية التي تعرضوا لها.
وما زال غياب الخدمات والدمار والصراعات السياسية والعسكرية بين قوى محلية ودولية، أبرز معالم المشهد الحالي في مدينة سنجار.