بغداد - خاص
الفساد في العراق لا يعرف طائفة بحدّ ذاتها، فالفاسدون يتلونون وفقا لكمية ما يجمعون من أموال، ورغم ما فعله نور زهير بأموالهم فهو لا يزال حرًا طليقًا، وهذه قد تكون بمثابة تعويذة تُبقي زهير خارج العراق بعيدًا عن أعين العدالة وقبضاتها، إلا أن العراقيين قد لا يعرفون نظيرًا لصاحب سرقة القرن الشهيرة إلا ما سيكشف عنه بما يتعلق بالمدعو "أبو منار" حيث تم الكشف بالأونة الأخيرة عن شبكة ابتزاز يقودها شخصي يدعى (ابو منار)، تعمل تحت وصاية وحماية العصابات الأجرامية.
من هو أبو منار؟
ضياء نواف عبد الله موسى المساري المولود في عام 1979، يحمل ثلاث جنيسات من: الدومينكان، الأردن وتركيا. ويتنقل في الإقامة بين بغداد ودبي وأسطنبول وتركيا كما أنه يمتلك ثلاثة جوازات سفر.
تؤكد وثائق رسمية أن ضياء المساري الملقب "أبو منار" عمل على تشكيل شبكة إبتزاز استطاعت استدراج بعض الفاسدين من كبار الضباط في وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والإستخباراتية وبعض الأعضاء البارزين في الحشد الشعبي، حيث تمكنت هذه الشبكة من تنفيذ عمليات ابتزاز مالي وإقامة الدعاوى الكيدية ضد رجال الأعمال والتجار وبعض السياسيين ممن لا ينصاعون لرغبات مؤسس الشبكة "أبو منار" في دفع الأتاوات بحجة "دعم المقاومة الاسلامية".
كما مارس المساري بث الاكاذيب بهدف خلط الأوراق بما يساهم في افشال عمل الحكومة مستندًا الى تقربه من بعض الأحزاب السنية والأحزاب الشيعية وهيئة الحشد الشعبي داخليا والتقرب من الأجهزة المخابراتية في بعض دول الجوار لإيهامهم بمركزه في الأحزاب السنية وامكانية ايجاد التقارب بين تلك الدول والقرار الشيعي المسيطر على الحكومة في العراق.
العقارات داخل العراق.
وتظهر الوثائق إن اغلب العقارات التي يملكها ابو منار قريبة من المنطقة الخضراء مما يساعد في تخرين الأسلحة وعقد اللقاءات مع كبار الضباط في وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية والاستخباراتية لخلق البلبلة واعمال الفوضى حال ظهور اي نزاع.
ووفقا للوثائق والصور فإن أحد العقارات المملوكة لضياء المساري "أبو منار" يقع بالقرب من مركز شرطة المنطقة الخضراء، فيما يقع العقار الثاني المملوك له في المنطقة الخضراء أيضا خلف اسواق بابلون، والعقار الثالث بالقرب من جسر الحارثية باتجاه ساحة النسور، والعقار الرابع مؤجر لصالح الفريق القانوني كمكتب محاماة خلف مأكولات همبركر الإبتسام، والعقار الخامس يقع في منطقة شهداء السيدية، والعقار السادس يقع في منطقة الكرادة شارع 62 بالقرب من دائرة الكهرباء، والعقار السابع يقع في منطقة الحارثية / شارع الكندي".
وتشير المعلومات المتعلقة بالمساري إلى أن هذه العقارات تتراوح أسعارها بين ثلاثة وخمسة ملايين دولار لكل منها، بسبب مواقعها المميزة ومساحتها الكبيرة، وسط أسئلة كثيرة عن كيفية قدرة شخص مغمور على شراء كل هذه العقارات المميزة في قلب بغداد، وبهذه الأثمان المرتفعة، من دون أن تكون لديه تجارة معروفة أو مصدر معلوم للأموال!
الأملاك الخاصة في الخارج
وحسب ما تثبته الوثائق والمستندات فإن الأملاك الخاصة بالمدعو "ابو منار" في خارج العراق، تتوزع كالآتي:
العقار المرقم 4703 في الطابق 47 في برج مساكن ادريس بوليفارد / دولة االمارات العربية / دبي، والعقار المرقم 1006 بمساحة 903.8 م2 في منطقة عبدون الشمالي / شارع السويس المملكة الأردنية الهاشمية / عمان، والعقار المرقم 236 بمساحة 638.3 م2 في منطقة اللويبدة الشمالي / دوار الداخلية في المملكة الأردنية الهاشمية / عمان، والعقار المرقم 1362 بمساحة 3480.5 م 2 في منطقة عبدون الشمالي/ شارع السويس في المملكة الأردنية الهاشمية / عمان، والعقار المرقم 431 بمساحة 2865.1 م2 في منطقة عبدون الشمالي/ شارع القاهرة في المملكة الأردنية الهاشمية / عمان، فضلا عن العديد من العقارات في تركيا وقبرص واليونان والمانيا.
نشاط "أبو منار"
استقر "أبو منار" في العراق في عام 2018 وبدأ بتنظيم شبكته الإجرامية من خلال التقرب الى بعض اوجه السلطة والأحزاب السنية وبعض الأطراف الشيعية بهدف تكوين قاعدة قوية وصولا الى عام 2020 حيث دخل في حكومة الكاظمي من خلال ادارته الاقتصادية وزارة الصناعة والمعادن، حيث لُقب حينذاك بعراب الوزارة، حيث أحكم قبضته على العقود و تعيين المديرين العامين لخدمة نشاطه في الوزارة وابتزاز التجار حيث بلغت موارده بين 2020 و2022 ما يزيد على 300 مليون دولار.
وبحسب الوثائق، فقد عمل "ابو منار" على انشاء شبكة ابتزاز مالي استهدفت رجال الأعمال والتجار، فضلا عن ادارة عمليات تهريب المخدرات الى داخل العراق وعمليات الابتزاز المالي ضد رجال الأعمال العراقيين وبعض المسؤولين في الحكومة العراقية من خلال جمع الأتاوات لتمويل عمليات الشراء وقد قام بتشكيل شبكة متعددة الأطراف.
كما قام بانشاء شبكة لغسيل الأموال بالإشتراك مع الإقتصادية الأردنية فرح مجد الدين عمر خمش والتي ساهمت في تقريب علاقاته مع العديد من الشخصيات الحكومية الأردنية بعدما جمعتهم شراكة ضمن شركة مجموعة الوصل للذهب المسجلة في منطقة عجمان الحرة برقم الرخصة 17697.
بيلاروسيا
إدعى "ضياء نواف عبد الله موسى المساري" التقرب من مالك قناة الشرقية الفضائية وارتباطه مع المخابرات الدولية والسيطرة على السياسيين من خلال الضغط والتسقيط الاعلامي والإبتزاز بالإضافة الى تعامله مع بعض الاعلاميين المأجورين امثال قصي شفيق وعلي الخيال لكسب ود الرأي العام بمعلومات مغلوطة، كما شكّل شبكة دعارة دولية مقرها في بيلاروسيا و دبي لاستدراج السياسيين وكبار الموظفين وكبار الضباط وتصويرهم باوضاع مخلة بغية ابتزازهم".
