الصفحة الرئيسية / ظلام العراق ضغط وتهديد.. طهران تبتز الشيعة بـ"غاز الكهرباء"

ظلام العراق ضغط وتهديد.. طهران تبتز الشيعة بـ"غاز الكهرباء"

مرصد الجمهورية.. 

إيران هي من تقف خلف أزمة انقطاع التيار الكهربائي في أغلب ساعات اليوم في العاصمة بغداد والمحافظات"، يقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية أحمد العبادي، فيما يشير سياسيون إلى أن قطع إمدادات الغاز لمحطات الكهرباء له علاقة بالمتغيرات السياسية الحاصلة في البلاد. 
ويشكو ملايين العراقيين من انقطاع تام للطاقة الكهربائية عن منازلهم خلال فترات الذروة في فصل الصيف، إضافة إلى فصل الشتاء، ما يزيد من معاناتهم في مواجهة التقلبات الجوية.

وبحجم يبلغ 50 مليون متر مكعب، يستورد العراق الغاز من جارته الشرقية إيران لتشغيل محطات توليد الطاقة الكهربائية، فيما انخفض حجم الغاز المتدفق من إيران خلال الفترة الأخيرة بنسبة بلغت أكثر من 90 بالمئة. 


ويقول المتحدث باسم وزارة الكهرباء إن استمرار العراق بالاعتماد على الغاز الإيراني يعني استمرار الأزمة، داعياً الجهات المعنية في وزارة النفط والمالية إلى إيجاد خطة عمل من أجل إطلاق مشاريع لإنتاج الغاز داخل العراق لتقليل الاعتماد على الغاز الإيراني. 
ويؤكد العبادي أن نحو 80 مليار دولار خُصصت لوزارة الكهرباء من الموازنات الاتحادية منذ العام 2003 وإلى اليوم، ذهبت على مشاريع وهمية، مشيراً إلى أن وزارته تملك خطة لزيادة الإنتاج ونصب محطات تحويلية، خلال السنوات الخمس المقبلة. 
وفي تصريحات مسؤوليها، تؤكد وزارة الكهرباء العراقية أنها مستعدة لتشغيل كامل محطاتها وبواقع 18 إلى 20 ساعة تجهيز يومياً في حال الحصول على حصة الغاز الكاملة من الجانب الإيراني. 
وبينما تستمر إيران بقطع إمدادات الغاز عن العراق، تعمل حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على إتمام مشاريع الربط الكهربائي مع دول الخليج والأردن وتركيا، في وقت تؤكد فيه وزارة الكهرباء أن "مشاريع الربط الكهربائي ستقلل الاعتماد على الغاز الإيراني وأن المشاريع أنجزت أغلبها بانتظار الاتفاق على موعد تشغيلها". 
يأتي هذا في وقت وافقت فيه السعودية على تزويد العراق ببارجتين لتزويد مدنه بالطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف المقبل، وفق ما أكده المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء حيدر مجيد، مشيراً إلى أن مشاريع الربط الكهربائي مع السعودية سينجز خلال عامين وبواقع 100 ميغا واط. 
قطع سياسي 
لا يستبعد الباحث السياسي سجاد عبد الحسين وجود "علاقة سياسية بين ما تفعله إيران من قطع للمياه والغاز عن العراق، وبين المتغيرات السياسية الحاصلة في العراق". 
وبحسب التصريحات الصادرة عن الجهات المعنية في إيران، فإن قطع الغاز عن محطات توليد الطاقة الكهربائية داخل العراق سيستمر لنحو 6 أشهر إضافية. 

ويضيف الباحث السياسي العراقي "ايران عملت على إيجاد واقع سياسي ضعيف في العراق، وأسست لدولة عميقة تديرها منذ العام 2003. ومن خلال أحزابها اتجه العراق لبناء محطات كهربائية تعمل على الغاز، لإبقاء مصير الطاقة بيدها، حيث وقفت ضد كل مشاريع النهضة الكهربائية في العراق، وهذا أمر يعرفه كل من خبر السياسة الإيرانية داخل العراق". 
ويتابع: "نلاحظ أن إيران تحاول استخدام الغاز كورقة ضغط على الحكومات المتعاقبة وخصوصاً مع المتغيرات السياسية الحاصلة في البلاد، وانحسار دور الأحزاب التي تدين بالولاء لطهران في صياغة شكل الحكومة المقبلة. لذلك فإن إيران ربما قد تنتظر حتى لهيب الصيف المقبل، لإيجاد حالة  من الغضب الذي ربما يتطور  إلى تظاهرات عارمة بسبب الكهرباء كما حصل عام 2016". 

ويرى عبد الحسين أنه "بحسب الأعراف السياسية فإن ما تفله إيران من قطع للغاز بحجج مختلفة، يعد ابتزازاً سياسياً ومالياً لبلد يفترض أن تعامله إيران وفقاً لمبادئ حسن الجوار والشراكة الدائمة، كما هو معلن من قبلها". 

ويبين أن "إيران تخشى من توجه العراق نحو الربط الكهربائي مع دول الخليج وتركيا كونها ستفقد واحدة من أهم أوراق ضغطها على بغداد لتمرير سياساتها الاقتصادية والدولية عبر الحكومات المتعاقبة على حكم العراق".
8-02-2022, 12:36
العودة للخلف