مرصد الجمهورية/ بغداد
مع الهجوم الأخير في ناحية العظيم، وهروب عناصر داعش من أحد السجون في منطقة الحسكة بسوريا، تحاول بعض الجهات إثارة الرعب في نفوس العراقيين، كأن يحذروا من عودة عصابات داعش إلى العراق، في محاولة يراها مراقبون لـ "تقوية سلاح بعض الجهات الخارجة عن القانون".
وهُزم التنظيم الإرهابي في العام 2017، وبعدها ظلت القوات الأمنية بمختلف صنوفها تشن عمليات متعددة تلاحق بقايا داعش الإرهابي، التي تختبئ في مناطق وعرة.
وبعد استهداف منازل سياسيين ونواب، بعبوات ناسفة، وهجمات منظّمة، برز إلى وسائل الإعلام مسمّى "أشباح الصحراء"، وروجت له قنوات تنشط عبر التلكرام ومقربة من الفصائل المسلحة، في محاولة لإرباك الوضع الأمني، بحسب مراقبين أمنيين.
وقال مصدر مقرب من رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، إن "أشباح الصحراء قصة مفبركة هدفها خداع البسطاء من الناس، وإيهامهم بوجود قوات شبحية طائفية منتشرة في الصحراء، وهي قصة مثيرة للسخرية".
وأضاف، أن "الخشية من أن تكون هناك نوايا عبثية وراء هذه القصة المفبركة وإشاعة فوضى، يستفيد منها المسلحون خارج اطار الدولة".
وتابع قائلاً: "يبدو أن هناك عملا ممنهجا لإشاعة الرعب بين أبناء الشعب العراقي، للتغطية على مخططات مشبوهة".
وأكمل المقرب من الحلبوسي: "نثق في قدرة القوات المسلحة العراقية، بمختلف صنوفها، على حماية تراب الوطن من أي اعتداء، ولن نسمح بالنيل من سمعة هذه القوات التي بذلت تضحيات كبرى في سبيل حماية العراق والعراقيين".
وأشار إلى أن "المجتمع بشكل عام والمحافظات المحررة بشكل خاص لن تنطلي عليهم مخططات وسيناريو ٢٠١٤، ولن يسمحوا للإرهاب ان يزعزع استقرار مدنهم او يهدد استقرارهم الاجتماعي".
ولفت إلى أن "العمل على تكريس حالة الفراغ السياسي سيخدم المشاريع الفوضوية التي لا تريد الخير للعراق"، مؤكداً أن "مواجهة مخططات الفوضى يجب أن تتم عبر استكمال متطلبات المسار الدستوري".
ويوم أمس، علق زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، على محاولات إثارة الرعب في نفوس العراقيين، حين قال: "يشيع العدو الإرهابي إنه قادم، فإذا أنتم قادمون فنحن قادرون".
وأضاف الصدر: المشكلة الأكبر هو ما يقوم به البعض من تضخيم الأمر، ليشيع الخوف والرعب والطائفية في أوساط الشعب العراقي فيكون بنظرهم حامي العرض والأرض".
وتابع: "إننا كمجاهدين لا نمن على أحد بمقاومتنا، ولا بجهادنا، بل الشكر لله إن وفقنا في ذلك، والشكر موصول للشعب العراقي الذي ارتضى بأن نكون من المدافعين عنه".
وأكمل: "نحن على أتم الاستعداد، وعلى سرايا السلام أن تكون على أهبة الاستعداد جنباً إلى جنب مع القوات الأمنية لردع أي خطر محتمل"، داعياً الحكومة إلى "تعزيز قدرات الجيش الذي تقع على عاتقه حماية العراق والشعب".
ويرى مراقبون للشأن السياسي، أن "مَن يقف وراء مصطلح أشباح الصحراء، هم جهات سياسية تحاول إرباك الوضع الأمني، لعرقلة المضي بالاستحقاقات الدستورية، المتمثلة باختيار رئيسي الجمهورية والوزراء".
وقال رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في تغريدة عبر تويتر: "سياسة التهويل الدعائي لإحداث الاضطرابات وبث الإشاعات بواسطة زمرة من المرتزقة لم تعد تنطلي على أحد، فقد كانت أحداث ٢٠١٤ درساً بليغاً استوعبه العراقيون جيدا".
واضاف الحلبوسي: "د ا ع ش لن يعود، وسينجلي الإرهاب بكل أشكاله، فلا مكان ولا مأوى لهم في عراقٍ سيد آمن مقتدر مزدهر".