في فضيحة جديدة، تعكس طبيعة شخصية المطرود من مجلس النواب بقرار قضائي ليث الدليمي، ناشد عدد من الموظفين في وزارة الكهرباء لإيقاف تهديدات الدليمي التي طالتهم بشكل علني وتلويحه لهم بإجراءات قد تنال من وظائفهم، إن لم ينتخبوا مَن يدعمه الدليمي.
وحصلنا على صور، لمحادثات تظهر مجموعة من الموظفين في وزارة الكهرباء ممن ثُبتوا على الملاك الدائم في العام 2019. وهم يناشدون لإنقاذهم من ليث الدليمي.
وفي المحادثات، يظهر شخص يدعى أنور مطر صالح، وهو ينقل عن الدليمي تهديداته للموظفين، في حال عدم انتخاب مَن لا يرشحه ليث الدليمي، في تجاوز واضح وصارخ على القوانين النافذة، والتي تعاقب بأشد العقوبات كل من يقدم على هذه الافعال المخالفة لكل التعليمات الحكومية.
وناشد المتضررون من تهديدات ليث الدليمي، أن يكون للقضاء والأجهزة الأمنية دور في حمايتهم، قبل أن يصبحوا لقمة سائغة بيد الدليمي ومرشحيه للانتخابات المحلية.
ويقول م.ح (مواطن حصل على وظيفة في وزارة الكهرباء): "لا أعلم، هل من المفترض أن يبقى المرشح للانتخابات يخوض السباق وهو يهدد بليث الدليمي بإبعادنا عن وظائفنا.. أين الحرية باختيار المرشحين للانتخابات؟".
ويضيف م.ح، دون أن يعلن اسمه خوفاً من أن "يُطرد" من وظيفته: "الوظائف هي حق جميع العراقيين، ولا يحق لشخص مطرود من البرلمان أن يتحكم بها، ويهددنا علناً بأنه سيفصلنا، ونطالب الحكومة والمفوضية بمتابعة مَن يدعمهم ليث الدليمي، ومحاسبته على فعلته هذه".
ويعاقب القانون العراقي، مَن يبتز المواطنين بعقوبات تتراوح بين 14 سنة إلى سبع سنوات، وإذا كان مرشحاً للانتخابات أو منصب سياسي، فإنه سيتم استبعاده، لأنها جريمة مخلّة بالشرف.
وتُنشر في محادثة "موظفين كهرباء 2019"، مقاطع أغاني تمجّد بليث الدليمي، وعلى الموجودين في هذه المحادثة أن يرددوا كلمات الطاعة والولاء له، ويقولون له كما قال أحدهم: "كلنا مع أستاذ ليث وأي شخصية يرشحه أستاذ ليث احنه برسم الخدمة"، فيما أضاف آخر: "تحياتي لك استاذ ليث كلنا وياك".
وبعد هذين التعليقين، أظهرت صورة من داخل المحادثة الجماعية على الواتساب، تهديداً من شخص اسمه (أنور مطر صالح)، ورقمه واضح للأجهزة الأمنية إذا أرادت ملاحقته ومتابعته، وقال: "شكو واحد غادر من الذين تم تعيينهم عن طريق أستاذ ليث، غير مسؤولين عن أي إجراء يتم بحقه، وأي واحد يدعم أي مرشح بدون توجيه أستاذ ليث غير مسؤولين عن أي إجراء يتم بحقه".. وردَّ على هذه الرسالة شخص اسمه شجاع، ورقمه واضح في الصورة، يقول: "أنت تأمر واحنه ننفذ أخوية".
وبعد وصول هذه التعليقات إلى الذين تعرَّضوا لابتزاز الملتفين حول ليث الدليمي، ناشدوا وقالوا: "نحن موظفي وزارة الكهرباء تعيين 2019، وتعرضنا للتهديدات وإجبارنا على اختيار ليث الدليمي، مع العلم، أن تعييننا صار بسبب المظاهرات، وأنا أثق بكم، ولا تكشفوا عن هويتي".
ويتساءل المواطنون: "هل الدولة تتحكم بوظائفنا؟ أم ليث الدليمي وأعوانه؟.. إلى مَن نشكي ونناشد إذا كان مصيرنا بيد الأحزاب التي تهددنا يومياً بأن ننتخب مرشحين يدعمونهم".