الصفحة الرئيسية / دور هام للحلبوسي بعودة العراق للريادة العربية.. من خليجي 23 إلى استثمارات قطر بمليارات الدولارات

دور هام للحلبوسي بعودة العراق للريادة العربية.. من خليجي 23 إلى استثمارات قطر بمليارات الدولارات

مرصد الجمهورية

برز العراق خلال الأشهر الماضية كقوة سياسية وأمنية واجتماعية داخل المحيط العربي والإقليمي، ساعده في ذلك علاقاته المتينة مع عدد من دول الجوار والأطراف الإقليمية والدولية التي مكنته من أن يكون صاحب ريادة عربية وإقليمية في تثبيت استقرار المنطقة وإعادة ترسيخ السلام من خلال وساطاته بين الدول المتنازعة والتي أفضت إلى تغير تام في الخارطة السياسية للشرق الأوسط، وهو ما انتج عودة سوريا التدريجي لاجتماعات القمة العربية والهدوء السياسي بين دول الخليج وخصوصا الإمارات والسعودية مع إيران. 
من خلال ذلك، برز دور هام لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، الذي استثمر كل علاقاته الدبلوماسية والسياسية مع زعامات ورؤساء والمسؤولين في عدد من دول العالم، لإيجاد صيغة جديدة في التعامل مع المتغيرات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية في العراق، لينتج من ذلك حوارات ولقاءات موسعة مع أهم رؤساء العالم ومن بيدهم القرار الدولي الاقتصادي والسياسي، لينتج ذلك تهيئة الظروف الملائمة لاستضافة العراق للمؤتمرات والفعاليات الرياضية والدولية والاقتصادية، لعل أبرزها استضافة العراق لبطولة خليجي 25، و ما أعلن كونه عودة للحضن العربي. 
ومروراً بكل المؤتمرات والندوات والاجتماعات والزيارات الدبلوماسية الهامة التي شهدها العراق خلال الفترة الماضية، برزت زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، لتكون بوابة جديدة أمام العراق لاطلاق الاستثمارات العربية في مجالات عدة وأهمها مجال استثمار الغاز، ليكون للعراق أصدقاء يساهمون بنهضته وعمرانه بعيداً عن ما عاشه العراق من مزايدات طائفية وعنصرية مقيتة خلال المرحلة الماضية.  
واختتم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الخميس، زيارته الرسمية إلى بغداد، والتي استغرقت يوماً واحداً وشهدت توقيع مذاكرات تفاهم بين البلدين.
وأعلن أن قطر ستستثمر 5 مليارات دولار في العراق.
وأكد أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، الخميس الماضي، أن زيارته الرسمية إلى العراق، والتي استغرقت يومياً واحداً تعكس عمق العلاقة بين البلدين. 
وعبّر آل ثاني في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة محمد شياع السوداني عقب مباحثات بينهما، وتابعه موقع IQ NEWS عن سعادته بهذه الزيارة "التي تعكس عمق العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين"، مضيفاً أن "أمن العراق واستقراره من أمن المنطقة واستقرارها وسنواصل دعمنا له".
وقال أمير قطر أنه ناقش مع السوداني مشروع الربط الكهربائي مع جنوب العراق وسبل تعزيز العلاقات في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والتنمية وكذلك المبادرات الإقليمية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين دول المنطقة.
من جانبه، قال رئيس الحكومة إن زيارة تميم بن حمد إلى العراق "تحمل دلالات مهمة وتعبر عن عمق العلاقة المتنامية بين البلدين الشقيقين والرغبة الجادة لتطويرها".

وأضاف أن "العراق بما يملك من ثروات وموقع ستراتيجي، وقطر بما تملكه من قدرات اقتصادية وتنموية، قادران على التكامل وتطوير العلاقات بمختلف الصعد. العراق يملك احتياطات ضخمة من النفط والغاز، وقطر مثال رائد في كيفية الحفاظ على صناعة مستدامة بالطاقة، بما يعود بالنفع على شعبينا في هذا الوقت المهم".
وتابع أن "منهج الحكومة اليوم يتركز على ربط المصالح والترابط في البنى التحتية والاستثمارات المتبادلة مع أشقائنا وشركائنا الإقليميين والدوليين، ودولة قطر ستبقى أقوى حلفائنا وشركائنا في المنطقة". 
ونجح العراق في تحقيق عدة انتصارات أمنية وسياسية واقتصادية ودبلوماسية بعد التنظيم الناجح لبطولة "خليجي 25"، حيث أكد محللون أنها أعطت "جرعة إضافية لتعزيز العلاقات العراقية مع حاضنتها العربية وتغيير المفاهيم الخاطئة عن الأمن بالبلاد".

وعلى هامش اجتماعات المُنتدى الاقتصاديّ العالميّ دافوس، التقى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان، حيث أكد سعي بلاده لاستثمار كأس الخليج العربي لجمع الأشقاء العرب، واصفاً البطولة بـ"الدبلوماسية غير التقليدية".
وأكد حسين، وفق بيان للخارجية العراقية، على عمق العلاقات مع المملكة العربيَّة السعوديَّة، مشيرًا إلى سعي بلاده لتعزيز العلاقات الخليجيَّة عامة والعراقيَّة السعوديَّة بشكل خاص، لما لها من أهميَّة استراتيجيَّة بالنسبة للعراق.
وكان من بين الإجراءات اللافتة للتقريب بين الأشقاء العرب للمشاركين في البطولة التسهيلات التي قدمتها الحكومة العراقية وأبرزها إعفاء القادمين من خارج البلاد لحضور المباريات من التأشيرة.
في ظل الزحام الكبير للحضور، استعدت البصرة مبكراً لاستقبال الضيوف العرب بعد إبداء العشائر العراقية ومنازل المواطنين عن استعدادها لاستقبال الجماهير الخليجية وأيضا تجهيز الأماكن العامة.
العلاقات بدأت في التعافي قبل أن تبلغ ذروتها في ظل ترؤس محمد الحلبوسي للبرلمان العام 2018، حيث كانت هناك زيارات متبادلة على مستويات عالية من المسؤولين مع السعودية والإمارات والكويت وقطر وكذلك مع مصر شملت اتفاقيات تعاون واستثمار وتعزيز الشراكات.
وأدرك العراق في الآونة الأخيرة مدى أهمية تعزيز علاقاته مع محيطه العربي، ولاسيما وأننا نعيش في عصر العولمة والاعتماد المتبادل، إذ لا يمكن لدولة ما أن تكون مكتفية بذاتها ومغلقة حدودها أو يقتصر تعاملها على دولة واحدة دون أخرى، من هنا جاء الموقف العراقي للانفتاح على محيطه الإقليمي والعمل على تكثيف علاقاته السياسية والاقتصادية والأمنية وتعزيز التعاون والاعتماد المتبادل لما له من انعكاسات إيجابية في المستويات كافة.
17-06-2023, 09:59
العودة للخلف