الصفحة الرئيسية / إيران تنتظر حسم أمرها ببغداد.. العراق ومشروع "الناتو العربي" العسكري في المنطقة

إيران تنتظر حسم أمرها ببغداد.. العراق ومشروع "الناتو العربي" العسكري في المنطقة


مرصد الجمهورية/ متابعة 


أثارت تصريحات العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، عن مقترح "الناتو الشرق أوسطي" ومستقبل "العلاقات العربية الإيرانية"، تساؤلات حول "تراجع" الأردن عن مواقفه السابقة ، ومدى إمكانية نجاح دول المنطقة في تدشين منظومة مشتركة لمواجهة "التحديات المشتركة".

وفي مقابلة مع صحيفة "الرأي" الأردنية، تحدث الملك عبد الله الثاني، عن "عمليات تهريب المخدرات والسلاح" التي "تستهدف الأردن وتستهدف الأشقاء"، وعن ضرورة إقامة "منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي" لمواجهة "مصادر التهديد المشتركة".

خفض تصعيد

وخلال اللقاء قال ملك الأردن إن "التدخلات الإيرانية تطال دولا عربية ونحن اليوم نواجه هجمات على حدودنا بصورة منتظمة من ميليشيات لها علاقة بإيران"، مضيفا "لذا نأمل أن نرى تغيرا في سلوك إيران، ولا بد أن يتحقق ذلك على أرض الواقع لأن في ذلك مصلحة للجميع في المنطقة، بما في ذلك إيران والشعب الإيراني".

وتابع "لا نريد توترا في المنطقة، والأردن وكل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران مبنية على الاحترام المتبادل وحسن الجوار واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها"، مؤكدا أن "الحوار هو السبيل لحل الخلافات"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

وفي 24 يونيو، قال العاهل الأردني لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إنه سيدعم تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط على غرار حلف شمال الأطلسي، وكشف أن ذلك يمكن أن يتم مع الدول التي تشاطره الرأي، وسارعت الخارجية الأردني لتوضيح تلك التصريحات مؤكدة أن "الطرح يتناول آلية دفاعية عربية لمواجهة التحديات المشتركة".

ولم تكن تصريحات ملك الأردن الأخيرة لـ"الرأي" هي التصريحات العربية الأولى الهادفة لـ"خفض التصعيد مع طهران"، ففي 15 يوليو، أعلن مستشار الرئيس الإماراتي للشؤون الدبلوماسية، أنور قرقاش، بحث الإمارات مسألة تعيين سفير في طهران.

وأشار المسؤول الإماراتي إلى سعي بلاده لإعادة بناء العلاقات مع طهران، مضيفا أن النهج التصادمي مع إيران ليس شيئا تدعمه أبوظبي، وفقا لـ"رويترز".

وفي 16 يوليو، وخلال مؤتمر صحفي على "هامش قمة جدة للأمن والتنمية"، أكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، أن يد السعودية ممدودة لإيران.

وأضاف: "نحرص على الوصول إلى علاقات طبيعية معها وهذا مرتبط بإيجاد حلول لمصادر قلقنا"، موضحا أن المحادثات مع إيران إيجابية لكن لم تصل لنتائج حتى الآن.

 

ولذلك يتحدث الكاتب المحلل السياسي الأردني، نضال منصور  ، عن "رسالة إيجابية لإيران من خلال قمة جدة"، مشيرا إلى "البيان الختامي للقمة الذي لم يحمل لهجة تصعيد تجاه طهران وقطع الطريق على زيادة التوتر معها".

ويقول منصور "في الأردن نريد الحوار مع إيران وهناك اتصالات تجري بالفعل مع طهران من خلال العراق".

ويتفق معه الباحث السياسي الأردني، صلاح ملكاوي، الذي يؤكد أن "الحديث عن علاقات جيدة مع إيران مع التزام طهران بحسن الجوار خطاب عربي وليس أردني فقط".

 

وحسب حديث ملكاوي فإن عدة دول عربية وعلى رأسها "مصر والعراق السعودية والأردن والإمارات دخلت في مشروعات كبرى"، وهو ما يستلزم نوعا من الاستقرار وخفض التصعيد في المنطقة.

وزادت نسبة تصريحات "خفض التصعيد" في الفترة الأخيرة لإفساح المجال للمفاوضات والحوار بين وفود عربية وإيرانية في بغداد"، وفقا ملكاوي.

وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قد أعلن أن لقاء علنيا سيعقد في بغداد بين وزيري الخارجية السعودي والإيراني، في ضوء المفاوضات التي أجراها البلدان في العاصمة العراقية خلال العام الماضي، وفقا لـ"فرانس برس".

وقال حسين "كانت هناك خمسة لقاءات بين السعودية وإيران حتى الآن، وكانت اللقاءات على مستوى أجهزة المخابرات والأمن".

 

وتابع: "عندما ذهبنا إلى السعودية التقينا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قال لنا استضيفوا وزير خارجية السعودية ووزير الخارجية الايراني لعقد اجتماع في بغداد"، مضيفا أنه "أبلغ الخارجية الإيرانية بذلك".

وحول إقامة تحالف أمني عربي طرحت فكرته قبل زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن الأخيرة إلى المنطقة، قال الملك عبد الله "نتحدث عن الحاجة إلى منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي وهذا يتطلب تشاورا وتنسيقا وعملا طويلا مع الأشقاء، بحيث تكون المنطلقات والأهداف واضحة".

وأضاف "لو نظرنا اليوم إلى مصادر التهديد التي تواجهنا جميعا، سنجدها مشتركة، وتتطلب تعاونا عربيا يستجيب لها، خصوصا مخاطر الإرهاب المتجددة، وشبكات التهريب المنظمة للمخدرات والأسلحة"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

 

وتتسق تصريحات ملك الأردن مع تصريحات "إماراتية وسعودية" سابقة في ذلك الشأن، فقد صرح  أنور قرقاش أن الإمارات لن تكون جزءا من "محور" ضد إيران رغم أنه قال إن "تصرفات طهران في المنطقة لا تساعد الجهود الدبلوماسية".

 

لكن المسؤول الإماراتي لم يستبعد أن تكون الإمارات عضوا في تحالف يحميها عسكريا "دون أن يضر أي دولة أخرى".

 

وفي سياق متصل، قال بن فرحان، إنه "لم يكن هناك حديث عن تحالف خليجي مع إسرائيل، وإن كان.. لم تشارك السعودية في أي محادثات".

 

وتابع "لا يوجد شيء اسمه ناتو عربي، وهذا غير مطروح، لكن طرحت المملكة العربية السعودية منذ تقريبا خمس سنوات تكوين منظومة دفاع عربي مشترك".

 

ولذلك يري منصور، أن تصريحات ملك الأردن تؤكد "أهمية وجود تعاون وتحالف إقليمي عربي لمواجهة المخاطر المتصاعدة في المنطقة" واصفا ذلك بأنه "من صلب عمل الجامعة العربية".

 

ويتابع: "كان هناك لغط سابق حول مشاركة إسرائيل في الناتو العربي"، لكن ذلك "الطرح انتهى ولم يعد له وجود بعد قمة جدة، وهو ما توضحه وتصححه تصريحات العاهل الأردني".

 

وأشار منصور إلى أن "الحديث عن تحالف عربي موحد لم ينته".

 

ووفقا ملكاوي فلن "يشارك الأردن في تحالف عسكري مع إسرائيل ومازالت القضية الفلسطينية عالقة، وهو الموقف نفسه لمصر والسعودية".

 

ويرى ملكاوي أن "التصريحات السابقة للملك مع وسائل إعلام أجنبية كانت تستحضر اتفاقية الدفاع العربي المشترك المعطلة منذ عام 1950، وكانت تهدف لتفعيل بروتوكول الخاص بذلك".

 

وحسب ملكاوي: "تم فهم تلك التصريحات بشكل خاطئ وحدث لبس في تفسيرها، فملك الأردن لم يتحدث عن مشاركة إسرائيلية أو إنشاء ناتو هجومي ولم يقصد إيران بالذات".

وعن تصريحات إماراتية وسعودية سابقة في ذلك الشأن، يقول كوهين، إن "فكرة الناتو لم تفشل لكن الأجواء الحالية ليست ملائمة لتنفيذ ذلك الآن"، على حد قوله.

 

في عام 2004، تحدث العاهل الأردني عن "هلال شيعي"، يمتد من إيران إلى العراق وسوريا ولبنان، محذرا أنه سيهدد أمن المنطقة.

وفي مايو الماضي، قال الملك عبدالله، إنه يخشى أن يؤدي انسحاب روسيا من جنوب سوريا نتيجة الحرب الأوكرانية إلى السماح لجماعات مسلحة مدعومة من إيران بملء الفراغ.

وبعد ذلك بأيام، قال المتحدث باسم الجيش الأردني، العقيد مصطفى الحياري، إن "تنظيمات إيرانية تأتمر بأجندات خارجية، تستهدف الأمن الوطني الأردني".

 

وأضاف في تصريحات لـ"قناة المملكة"، أن القوات الأردنية تواجه "حرب مخدرات"، على حدودها الشمالية الشرقية، مشيرا إلى ما قاله الملك إن "الفراغ الذي تتركه حاليا روسيا خصوصا في الجنوب السوري تملؤه إيران من خلال أدواتها، وهي المليشيات الإيرانية".

 

وجاءت تصريحات الملك الأخيرة، لتثير التساؤل حول مدى "تراجع الأردن عن مواقفه السابقة ضد إيران"، وتأثير ذلك على "استقرار المنطقة".

 

 

لكن ملكاوي يرد على ذلك الطرح، قائلا:" الأردن لم يغير مواقفه ويدرك حجمه وإمكاناته بشكل صحيح، وهو يمثل بوابة لحماية دول الخليج من خطر المخدرات وينسق مع تلك الدول بشأن ذلك".

 

وهو الأمر ذاته الذي يؤكد عليه منصور،  مشيرا إلى أن الأردن لن يقبل الخرقات والتجاوزات التي تقوم بها مليشيات ترتبط بإيران من خلال الحدود الأردنية السورية"، مشددا على "مواصلة عمّان التصدي لمليشيات تحاول تمرير المخدرات والسلاح من خلال أطراف لها علاقة بالسلطة في سوريا".

 

25-07-2022, 23:46
العودة للخلف